هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسية.: MyEgY :.مجلةأحدث الصوردخولالتسجيل

 

 إلى الآباء...مع فائق التحية والاحترام

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
مروة
قلب المنتدى
قلب المنتدى
مروة


عدد المساهمات : 36
تاريخ التسجيل : 03/05/2010

إلى الآباء...مع فائق التحية والاحترام Empty
مُساهمةموضوع: إلى الآباء...مع فائق التحية والاحترام   إلى الآباء...مع فائق التحية والاحترام Emptyالسبت يونيو 05, 2010 5:44 pm




إن ديننا الإسلامي العظيم يقرر بوضوح.. أن للمرأة حقوقاً
تتساوى فيها مع الرجل، من ذلك حق الحياة.. فقد صان لها حق الحياة كما صانه
للرجل.. وأنكر على ما كان بعض الجاهلين يفعلونه من وأد للبنات، فقال
تعالى(
وإذا الموءودة سُئلت بأيّ ذنبٍ قُتلت
). [التكوير:8-9] وقال: في وصف
من بُشّر بالأنثى منهم يَتَوَارَى مِنَ الْقَوْمِ مِن سُوءِ مَا بُشِّرَ بِهِ أَيُمْسِكُهُ عَلَى هُونٍ أَمْ يَدُسُّهُ فِي التُّرَابِ أَلاَ سَاء مَا يَحْكُمُونَ
) [النحل: 59].

لقد أثبتت التجربة الإنسانية -وفي كل المجتمعات- حاضراً، وماضياً.. أن
التربية هي مفتاح حل المشكلات التنموية، والفكرية.خلف كل أمة عظيمة تربية عظيمة.

وخلف كل أمة متخلفة تربية قاصرة مخفقة مهزومة... فالفتن التي تواجه الفتاة المؤمنة والدور المأمول منها.. أمران متلازمان.. فالإنسان-مهما يكن-ابن بيئته، والزهرة التي تصارع الصخور لتشقها.. ليست كتلك التي تتفتح في مرج نضير....!

وهل تستوي من كانت تعيش واقعاً يجذبها إلى السفاسف -ومن تتدرّج في
مراتع الهدى، والفلاح؟

وحتى تلك التي يهيئ الله لها في بيتها مناخاً إيمانياً رائعاً.. وتتقلّب في محضن تربوي مطمئن، حتى هذه ستصبح من "القابضات على الجمر بمجرد دخولها سور المدرسة إلى بوابة الجامعة.. إذن فالفتاة التي تعي معنى أن تكون مؤمنة ذات رسالة هي في زماننا أمام واقع يضغط بثقله، ويعصف بزوابعه، ويشعر
بمعنى أن تكون غريبة في عالم مضطرب.. لست أرمي هنا للخوف أو التخوف من مستقبل فتياتنا.. ولكن أرمي بالأمل بأن ننشئ في نفوس بناتنا وأرواحهم، ونغرس لديهم الرقابة الذاتية... ولست أرمي إلى تعزيز "العزلة الشعورية" بين الفتاة ومحيطها.. فهذا من الخطأ الذي نمارسه كثيراً.. عندما نجعل حرارة
الغربة دافعة إلى الانكفاء على النفس والبكاء على الأطلال.. بدلاً من العمل على جعل المجتمع حولنا "وطناً"، والناس فيه إخوة ومواطنون.. إنما نحاول التأكيد على إدراك حجم التحدي... وذلك معين-بعون الله تعالى-للواعيات على النهوض بدورهن.. ومشعر بأن ظلام التكليف يعقبه فجر الأجر... وإذا تأملنا
ميادين العمل، والبذل بين الفتيات وفي مجتمعات المرأة علمنا أن الحاجة
أشد... والبذل أوجب.. والميدان أرحب.

ونظرة واحدة على لقاءات النساء أو اهتماماتهن كفيلة بإدراك حجم المسؤولية الملقاة على عاتق الأخوات.. اللاتي هن خير من يتصدى لبنات جنسهن.. وإن مجتمع المرأة المسلمة.. على تباين مستوياته تبعاً لتباين المحيط به لا يزال محتاجاً لفتيات "رائدات" يكن طلائع الدعوة، وشعاع الفجر،
واللاتي يكن كذلك فهي بإذن الله..
] لَا يَسْتَوِي مِنكُم مَّنْ أَنفَقَ مِن قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ أُوْلَئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِّنَ
الَّذِينَ أَنفَقُوا مِن بَعْدُ وَقَاتَلُوا وَكُلّاً وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى
] أومن بعد أن يملأ نور الحق الكون...!

نحن بحاجة إلى ترسيخ هذه القناعة في ذهن كل فتاة، وما أجمل هذا الترسيخ إذا كان من أب لابنته فكسر حاجز الرسميات بينه وبين ابنته...!! كيف سيكون له من الأجر إن شاء الله .. وهناك أيضاً قناعة أخرى أحسبها مهمة وهي: توسيع مفهوم العمل للدين، وتقريبه إلى كل مسلم، ومسلمة..

فالبذل للدين ليس حكراً على فئة لها صفات محددة ليس لغيرها في مضمار الخير نصيب...!

والعطاء الذي هو قرين الانتماء إليه ليس من مسؤولية فتاة ذات طقوس معينة، أو هيئة محددة بل هو -وأقولها بكل ثقة –مسؤولية صاحبة العباءة على الكتف، وأمانة في عنق من تسمع الغناء، ولا ترتدي قفازات، ولا جوارب...! نعم
البذل للدين كذلك... كما فهمه الصحابة -رضي الله عنهم- ومن فهمن أنه مقصور على ذوات الحجاب الكامل، أو محصور فيمن لا تشاهد التلفاز، ولا تسمع الغناء.. فلتعلم أن هذا من تلبيس الشيطان عليها.

الشيطان الذي يريد أن يضيف إلى ذنوبنا ذنوباً من ترك العمل للدين.. ويفرح حين نزيد إلى أوزارنا أثقالاً من التبلد، والجمود القاتل..! وهو الشيطان نفسه الذي يزيد جمر الذنوب توقداً بالفهم الخاطئ، بدلاً من
إطفائها، بماء العمل للدين الذي يغمر نيران التقصير!

إن الأمة محتاجة ليطل أمثال أبي دجانة رضي الله عنه-الذي ما أعاقه شرب الخمر ليلة القتال عن الجهاد وبذل الروح صباح تطاير الرؤوس في القادسية...!

وإن الأمة تتوق لعاقل ككعب بن مالك رضي الله عنه.. الذي أراد أن يكفر عن ذنب تخلفه في الغزو، بتمزيق كتاب ملك الغساسنة، يوم دعاه إلى نعيم الدنيا بدلاً من هجران الأصحاب والخلان...! وإن الأمة لظامئة إلى فتاة تقهر شيطانها.. فلا تقعد عن أحوال جيرانها المساكين مثلاً-بحجة أنها غارقة في
وحل الغناء..!

ثم إنه لا شيء يعين على اجتناب الخطايا بعد توفيق الله-مثل إشغال النفس بالصالحات بلا تردد ولا تلكؤ.. ولا استجابة لكيد شيطان مريد..!

وكلنا بشر ذوو خطايا... لن أضرب أمثلة على مجالات العمل للدين ..لأنها أكثر من أن تُحصر أولاً، ولأنه ما استقر هذا الفهم في القلب.. سهل-يقيناً البحث عن الوسائل المعينة على أدائه.. لا يعوزنا كثرة وسائل ولا أساليب.. بقدر ما نشكو من هزل القناعات واختلال المفاهيم...!

التربية في حياة الفتاة، التوازن بين لطف الأم وحكمة الأب، وتعزيز
الثقة بالنفس، كذلك نمدها بالعوامل التي تحرك في نفسها الثقة بالله، فالأم
قد تغفل، والأب قد يُشغل، والأخ قد يلهو، ولكن يبقى السميع البصير.. هو
الرقيب على كل شيء سبحانه..

ومن تتربى تربية حسنة فسيكون لها تفكير وهدف حسن... ولن تتأثر بالإعلام
إلاّ بشكل إيجابي، فتأخذ الشيء الحسن.. والإنسان دائماً صفته الخير
بالفطرة، فلنحسن الظن ببناتنا، فنحن متفائلون بهن، فهن أحفاد أمهات
المؤمنين رضوان الله عليهن..

(
رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْراً وَتَوَفَّنَا مُسْلِمِينَ
)
[الأعراف:126]

إن النشأة على أساس احترام مبادئ الإخاء والمساواة والعدل، تجعل الفرد
ينشأ متكيفاً متخلصاً من مشاعر السخط والكراهية، والنقص والحرمان، وبالتالي
من النزوع إلى الانطواء.

والتربية هي أداة المجتمع، ووسيلته في صنع المواطن الصالح الذي يتمتع
بالتكيف والانسجام مع نفسه أولاً ومع أسرته ومجتمعه الأكبر.

وما أروعها من خاتمة تلك التي تفوح برائحة الإيمان..!! وفي النهاية
أقول: ما أحوجنا إلى الصبر مع الابتسامة الصادقة في عصر يموج بالاضطراب..!!


وأخيراً... "احفظ الله يحفظك"

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
إلى الآباء...مع فائق التحية والاحترام
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
 :: منتدى ادم و حوا :: الأسرة و المجتمع-
انتقل الى: